فرنسا في أقصى درجات التأهب بعد طعن قاتل في كنيسة نيس

 فرنسا في أقصى درجات التأهب بعد طعن قاتل في كنيسة نيس

 وقد لقى ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص مصرعهم في الحادثة  وتم القبض على الفاعل .

رفعت فرنسا حالة التأهب الى اعلى مستوى على المستوى الوطنى بعد ان قتل رجل يحمل سكينا ثلاثة اشخاص فى كنيسة فى مدينة نيس.

 وفى غضون ساعات من الهجوم  يوم الخميس قتلت الشرطة رجل   هدد المارة بمسدس فى مونتففيت بالقرب من مدينة افينيون جنوبى فرنسا واحتجزت السلطات فى ليون مشتبها فيه مسلحا بسكين.

فتح المدعون العامون الفرنسيون لمكافحة الإرهاب تحقيقا في نيس، وهو الثالث منذ بدء المحاكمة في سبتمبر/أيلول لهجمات عام 2015 على مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة وسوماركت كوشير المرتبطين بداعش وتنظيم القاعدة.

وقد ذُكرت رسوم شارلي إيبدو الكاريكاتورية للنبي محمد، كدافع في هجوم عام 2015، في تشرين الأول/أكتوبر كقضية ساخنة في علاقات فرنسا مع العالم الإسلامي. 

ما نعرفه حتى الآن

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس ان رجلا وامرأة توفيا في كنيسة نوتردام في قلب منتجع البحر المتوسط في حين توفي شخص ثالث متأثرا بجروح اصيبا بجروح في وقت لاحق.

وقال الاب فيليب اسو الذي يعمل في البازيليك انه لم يكن هناك قداس في وقت الهجوم لكن الكنيسة تفتح حوالي الساعة 07،00 تغ (الثامنة صباحا) و"يأتي الناس للصلاة في كل الساعات".

كما كان يفعل كل يوم، فتحت الكنيسة أبوابها حوالي الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش,ولم يكن من المقرر أن تبدأ القداسة الأولى من اليوم قبل ساعتين اخرين.

ولكن فى حوالى الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش دخل رجل مسلح بسكين الكنيسة وذبح السكاستون وقطع رأس سيدة مسنة جزئيا واصاب امرأة ثالثة بجراح خطيرة .

وقال عمدة نيس كريستيان استروسى للصحفيين فى مكان الحادث ان السيدة الثالثة توفيت على الفور ، وتمكنت المرأة الثالثة من الخروج من الكنيسة الى مقهى مجاور ، بيد انها توفيت متأثرة بجراحها .

وقال دانيال كونيله وهو نادل يبلغ من العمر 32 عاما فى جراند كافيه دى ليون على بعد مبنى من الكنيسة انه كان ذلك قبيل الساعة 08:00 بتوقيت جرينتش عندما " اطلقت العيارات النارية وانطلق الجميع راكضين " .

وقال: "جاءت امرأة مباشرة من الكنيسة وقالت: "اركض، اهرب، شخص ما يطعن الناس"، وسرعان ما أغلقت عشرات من رجال الشرطة وسيارات الإنقاذ الحي.

وغرد استروسي، الذي وصف الهجوم بأنه إرهاب، على تويتر بأن الشرطة اعتقلت المهاجم.

وقال " ان الشرطة اطلقت النار على المهاجم المشتبه فيه بالسكين اثناء احتجازه,وهو في طريقه إلى المستشفى, وقال استروسي للصحافيين "انه على قيد الحياة".

وقال مصدر امني تونسي ومصدر في الشرطة الفرنسية ان المشتبه به يدعى في وقت لاحق التونسي ابراهيم عاوساوي (21 عاما).

وقال المصدر التونسي ان إبراهيم هو اصلا من قرية سيدي عمر بوحجلة قرب القيروان لكنه كان يقيم مؤخرا في صفاقس وزارت الشرطة عائلته هناك الخميس.

ولم تكن الهجمات الاخرى التى تم الابلاغ عنها يوم الخميس فى ليون ومدينة جدة السعودية فى القنصلية الفرنسية على صلة على الفور بالهجوم الذى وقع فى نيس .

قتلت الشرطة الفرنسية بالرصاص رجلا ادعى ولاءه لمجموعة مناهضة للمهاجرين فى مونتففيت بالقرب من مدينة افينيون فى جنوب فرنسا بعد ان هدد المارة فى وقت سابق بمسدس ، وفقا لما ذكرته الشرطة ، مؤكدة تقارير وسائل الاعلام .

وقال المسؤول ان الرجل ادعى انه ينتمى الى جماعة " جيل الهوية " اليمينية المتطرفة وانه اعتدى على تاجر محلى .

تم القبض على رجل مسلح بسكين طويل فى مدينة ليون جنوب شرق ى فرنسا بينما كان يحاول ركوب الترام ، وفقا لما ذكرته وسائل الاعلام المحلية وعمدة منطقة ليون .

وذكرت التقارير ان المشتبه فيه ، وهو مواطن افغانى فى العشرينات من حياته ، تم ابلاغه بالفعل الى اجهزة المخابرات الفرنسية .

الإدانات والدعم يتدفقان

وجاءت الادانة من البابا والزعماء الاوروبيين وكذلك من تركيا التي تشارك في خلاف دبلوماسي ساخن مع باريس حول الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي.


وأدان البابا فرنسيس الهجوم باعتباره "وحشيا" وقال الفاتيكان إن الإرهاب والعنف لا يمكن قبولهما أبدا.
وأعرب زعماء الاتحاد الأوروبي عن تضامنهم مع فرنسا أيضا، وتعهدوا بمواجهة "أولئك الذين يسعون إلى التحريض على الكراهية ونشرها".


وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تغريدة على تويتر "أدين الهجوم البغيض والوحشي الذي وقع للتو في نيس وأنا مع فرنسا من كل قلبي".

ونددت انقرة بشدة بالهجوم "الوحشي" بالسكين وعرضت "تضامنها" على الرغم من الخلاف الدبلوماسي مع باريس.

وقال بيان لوزارة الخارجية " اننا ندين بشدة الهجوم الذى وقع اليوم داخل كنيسة نوتردام فى نيس " ، بينما نقدم تعازيه لاقارب الضحايا . 

التوترات الملتهبة مع المسلمين

ومنذ جرائم قتل إيبدو، أدت موجة من الهجمات على الأراضي الفرنسية، غالباً من قبل ما يسمى بالمعتدين على "الذئب الوحيد"، إلى مقتل أكثر من 250 شخصاً.

في 16 أكتوبر/تشرين الأول، تم قطع رأس مدرس المدرسة صموئيل باتي لعرضه رسوم إيبدو الكاريكاتورية للنبي محمد، التي يعتبرها المسلمون تجديفاً، لطلابه في صف عن التربية المدنية.

كما تشمل اعتراضات المسلمين على رسوم إيبدو الكاريكاتورية الشكوى من أنها كانت تهدف إلى إهانة جميع المسلمين وغالباً ما ينظر إليها في السياق الأكبر لتصاعد المشاعر المعادية للإسلام في البلاد، حيث أدخلت الحكومات الفرنسية المتعاقبة قوانين استهدفت المسلمين لممارسات مثل تناول الطعام الحلال والنساء اللواتي يرتدين الحجاب.

ودفع هجوم نيس المشرعين في البرلمان إلى الوقوف دقيقة صمت، قبل أن يغادر كاستيكس ووزراء آخرون فجأة إلى اجتماع طارئ مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

وتتعامل السلطات الفرنسية مع هذا الهجوم على انه هجوم ارهابى حيث فتح المدعى العام لمكافحة الارهاب على الفور تحقيقا فى " القتل ومحاولة القتل المرتبط بمشروع ارهابى " .

ومنذ مقتل باتي، أعاد المسؤولون الفرنسيون - بدعم من العديد من المواطنين العاديين - تأكيد الحق في عرض الرسوم الكاريكاتورية، وجرى عرض الصور على نطاق واسع في المسيرات تضامناً مع المعلم المقتول.

وقد أثار ذلك موجة من الغضب في أجزاء من العالم الإسلامي، حيث اتهمت العديد من الحكومات الزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسعي إلى أجندة معادية للإسلام.

وقد وقعت احتجاجات ضد ماكرون وسياسات معادية للإسلام من بنغلاديش إلى غزة في الأيام الأخيرة. وقد سحبت القصص في جميع أنحاء العالم العربي المنتجات الفرنسية، وطلب القادة، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقاطعة المنتجات المصنوعة في فرنسا.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -